بخطوات سريعة ترجل فرحان من سيارة الأجرة متجها نحو شباك التذاكر بمحطة القطار ،لكن الصف طويل وعليه أن ينتظر دوره ، تمنى أن يكون من الأوائل لينطلق به القطارالتفت يمينا ويساراوهو يتأمل الوجوه عسى أن يلتفت إليه أحدهم ليمكنه من اخذ التذكرة . نظر الى اللوحة الالكترونيةلتوقيت القطارات وكأنه يريدها أن تقدم التوقيت لينطلق القطار. تقدم نحو الشباك و سأل: لن يتأخر سيكون في الوقت؟ تطلع إليه موظف المحطة مندهشا بطرفة عين دون جواب ،الوقت يمر بطيئا وهو يدرع الممر ذهابا وإيابا جاء دوره مد يده الى جيبه أخرج النقوذ طلب تذكرة وهو يردد نفس السؤال عن سبب عدم تأخر القطار وبنفس النظرة والإبتسامة للإطمئنان -في وقته إن شاء الله خرج مسرعا نحو باحة الإنتظار مترقيا وصوله بكل شغف وكأنه ينتظر محبوبته،تارة ينظر إلى الساعة وتارة إلى هاتفه. ها هو صفير القطار تنفس الصعداء لاح من بعيد وهو يرمقه كمن ينتظر حبيبته الغائبة وهو يستعطفه بنظراته للإسراع، تجمع الركاب أمام الأبواب يتسابقون وهو بينهم ليكون من الأوائل وكأن بركوبه سينال مبتغاه ،غاب في الزحام وغابت حركاته ، المكان مكتظ لكل وجهته وومبتغاه ،ركاب ينزلون راى في عيونهم فرحة الوصول بسلام ولقاء الأحبة بينما يتزاحم الركاب الصاعدون.انطلق بحركةبطيئة وزفيره يعلن المغادرة رويدا رويدا بدأ في التهام السكة بسرعة أحس بفرح ممزوجة برغبته للوصول بسرعة ، في المقطورة جالسا قرب النافذة يحمله الأفق البعيد رحل بأفكاره لم ينتبه للمسافات التي قطعها القطارولا الأماكن التي مر بها من مروج ووديان ،بين الحين والآخر ينظر الى هاتفه وكأنه ينتظر خبرا ما ،وتارة الى الساعة وكأنه يحثها لتطوي الزمن بدورانها،وكلما رن هاتف احدهم رفع هاتفه مسرعا دون الانتباه الى رنة الهاتف وتغييراتها متلهف متسرع لسماع خبر ما طالت المسافة وضاقت نفسه من الجلوس أراد الخروج لكن الممرات مملوءة بكاملها فمثل هده الأيام تكثر السفارايات عطلة الصيف والاستجمام لكل من يريد أن يروح عن نفسه والاطفال يتسابقون فارحين بسفرهم وقهقهات الأمهات كل هذا لم يشغله عن النظر إلى هاتفه بشغف بين الحين والاخر. توقف القطار في أحد المحطات مما زاد من توثره فوضع رأسه بين يديه وهو يزفر ومع تحرك القطارتراه يتنفس وكأنه بنفسه يحرك الشمس نحو المغيب فبدت بقرصها المشع أية من الجماال من خلال نافدة القطار فبدأ يتمتم بكلمات لم يفهم منها شيء لشروده معاها كان يردد أدعية بينه وبين نفسه وهو يراقبها تغيب وسط البحرمعلنة نهاية يوم وبداية آخر ترى فرحان ما له من اسمه إلا القلق والحيرة عن زمن وصوله وسرعة القطار التي لا يرى فيها سوى البطيء والتآخر.ورنة الهاتف ومن لهفته بدل من ان يجيب اقفل الخط وبدا يزفر وينفخ من جديد - عاود الإتصال لكن دون جدوى الرقم سري وبعد لحظات جاءه الفرج صوت الهاتف من جديد فتنفس الصعداء وأطلق ضحكةمدوية مع التهليل والحمد لقد رزق بتوؤم أنها زوجته التي كانت بحالها في مصحة دون معيل.